.jpg)
لا يكاد يغيب يوم إلا وتنزف جراح الوطن من جديد..
مازن زمّام جرح من هذا الوطن، غادر على عجل, بعد أن استبدل عدّة عمله الذي أشرق نوره على سورية بأروع ما عرفه، فن النحت، من حرفية وإتقان .
الشهيد مازن زمام.. الفنان النحات، والمقاتل الشرس في حب الوطن، يكاد يقارب ارتقاؤه العامين من زمن الحرب على سورية, والتي نذر نفسه لترابها عشقاً وروحاً وجسداً.
منذ بدء الحرب لم يقف على الحياد، بل هجر عمله وترك عائلته وأولاده، كالكثيرين ممن كان ضميرهم وحسهم الوطني غالباً على عاطفة الأب والزوج والأخ، مدركين أن الخطر القادم لن يبقي ولن يذر، إن لم يكونوا في وجهه سداً منيعاً .
مازن زمام، لن تنصفه كلمات اللغة ولا حروف الأبجدية كلها، كما لم ينصفه أرباب الفنّ في سورية من المسؤولين، وممن تنتفخ كروشهم وراء مكاتبهم تحت ستار الوطن. لم تدرك فكره وإنجازاته وتضحيته برامج القنوات التلفزيونية التي لن يصل أصحابها لذرة غبار كانت تعفر ثوبه ورفاقه الشهداء.
مازن، لم يكن جندياً متطوعاً في الجيش العربي السوري، ولكن حين أفاق غول الخيانة وضباع العمالة, ترك أدواته جانباً وذهب ليفترش تراب الأرض ويلتحف سماء الوطن، قبل أن يرتقي ليسكن جنة الله، مع من سبقه من قدّيسي سورية الشهداء.
كم هي اللغة عقيمة يا مازن ….
كلما نويت الكتابة إليك وعنك ، تتوه كل مفرداتها. فكما كنت في حياتك، أنت في غيابك عظيم، وأكبر من كل اللغات. وكم أحاسب نفسي اليوم، أني لم أسمح لنفسي أن أعرفك أكثر مما عرفتك ذات حضرة وطن.
لروحك السلام.
تنويه وتعقيب من مجلة البيرق المُقاوم :
الشهيد مازن هو أخ الشهيد النحات سعد زمام ، الذي التحق كذلك بصفوف المقاتلين، واستشهد قبل مازن بخمسة وعشرين يومًا وهوَ شقيق المناضل القوميّ العربيّ السوريّ الدكتور نبيل الزمام الذي غادر سورية متيمماً شطر فلسطين ليضمدَ جراح أطفال غزَّة الذين أدماهم المحتل الصهيوني بقنابله العنقودية .
.jpg)